أؤمن بأن الحضارة الغربية فى قسم كبير منها انسانية اكثر من كونها غربية ... أؤمن ان هذه الحضارة هى الوحيدة "الحضارة الحية" ، بينما يصح وصف سائر الحضارات بعكس ذلك... أؤمن بكل ما تعنيه الكلمة بالتعددية فى كل مناحي الحياة والعلم والمعرفة والثقافة والفنون ... أؤمن بالغيرية كقيمة عظمي منبثقة من ايماني العتيد بالتعددية ... أؤمن بعالمية او كونية العلم والمعرفة ... أؤمن ان "النقد" و "النقد الذاتي" و "العقل النقدي" هم من اعظم الانساق القيمية التى طورتها الحضارة الغربية غداة انتصارها على الثيوقراطية ... أؤمن ان الاديان كانت وستبقي مصدرا للقيم ، ولكن ذلك لا ينبغي ان يمتد خارج نطاق "الشأن الخاص" ، اما الشأن العام كله فلا ينبغي ان يحكم بغير العلم ، ولا شيء غير العلم ، وان رجال الدين يجب ان يمنعوا من محاولات تحكمهم فى الشأن العام لكونهم يفتقرون لألف باء التكوين المعرفي اللازم ... وأؤمن بأن خلط الدين (أيا كان اسمه) بالسياسة هو مدخل مؤكد للحروب ، فملاك الحقيقة المطلقة لا يمكن الا ان يحاربوا ... وأؤمن بالتعايش المشترك حتى بين من كانوا فى حالة عداوة مطلقة ... وأؤمن ان السبل السياسية والحوارية والتفاوضية هى فقط السبل المشروعة لحل الخلافات والصراعات السياسية وان ما يسمي بمعسكر المقاومة (بين الدول العربية اليوم) ما هو الا غطاء للعنف وثقافة الدم والبغض المتفشية فى عدة مجتمعات وان بقت المجتمعات العربية ملعب هذه الثقافة الاكبر فى عالمنا المعاصر ... وأؤمن ان الانخراط فى التعاملات العلمية والثقافية والمعرفية "مع الآخر" امر حتمي للتقدم وان الخوف (والهلع) من هذا الانخراط هو تكتيك سياسي ممن يرغبون فى بقاء شعوبهم داخل الاقفاص التى صنوعها هم بدعواتهم الثقافية (والدينية) التى تحتاج للانغلاق كي لا تتفتت وكي لا تكنسها مقشة العلم والحداثة ... وأؤمن ان المرأة اكثر اهمية بكثير من كونها عدديا نصف المجتمع وان كفالة كل الحقوق وكل الفرص لها هو شرط اساسي من شروط التقدم ، فوضع المرأة التى يبقيها فى الاطار القرون-أوسطي الذين ينشده البعض كفيل بوجود مجتمع مترع فى التخلف اذ يكون نصفه (عدديا) متخلفا ويكون قسمه الذى ينشيء النصف الآخر ايضا متخلفا وهو ما يضمن التخلف الكلي للمجتمع ... وأؤمن بنفس الكيفية بحقوق الاقليات بشتي صورها واشكالها الدينية والاثنية والثقافية ... وأؤمن ان اهم العلوم الاجتماعية المعاصرة هى علوم الادارة الحديثة التى بوسعها (هى فقط) احداث الطفرات الاقتصادية والمجتمعية ، وهذه العلوم لا دين ولا عرق ولا جنسية ولا هوية لها ، وهى علوم لا تستقيم مع تحكم اية ايدولوجيا فى المجتمع ... وأؤمن ان ما يظنه كثيرون فى واقعنا من تآمر الغرب علينا هو وهم وهو ثمرة سيولوجيا الاقنان المنتشرة فى المجتمعات العربية بوجه عام وفى المجتمعات التى حكمها (وعربد فيها ) المماليك وتركوها وجل ابنائها مسلسلين بسيكولوجيا وسيوسيولوجيا "تراث العبيد" والذى يقابل فى علم الاجتماع الامريكي سوسيولوجيا الزنوج ، بوجه خاص ... وأؤمن ان هناك رابطة ثقافية بين الناطقين باللغة العربية ، ولكن محاولة اجبار هذه الرابطة (بفعل البعثيين والقومجية العرب) على ان تصير رابطة سياسية تأخذ الناطقين بالعربية للوحدة السياسية (البعث ... الناصرية ... القذافية ) قد الحقت ضررا جسيما بالفكرة التى ولدت على يد السوريين المسيحيين وانتهت كتابع للفكرة الاسلامية ... وأؤمن ان نظم التعليم فى المجتمعات الناطقة بالعربية هى نظم ماضوية ومترعة فى التخلف ، بل وتنبثق من فلسفة تعليمية هجرها العالم المتقدم الذى تخلي عن فلسفة التعليم القائمة على التذكر وحشد المعلومات فى الاذهان وانتقل لفلسفة قوامها تطوير القدرات على الابتداع والخلق ... هذه هى اهم القيم التى أؤمن بها ، وكنت ولا ازال (منذ صدر اول كتبي فى المغرب سنة 1978) منشغلا بتقدمها والترويج لها والدفاع عنها ، فهى وحدها (فى ظني) القادرة على قيادة مجتمعاتنا المثخنة بجراح تسببنا نحن (وحكامنا فى مقدمتنا) فيها وليس اعداؤنا بوجه عام واوروبا وامريكا واسرائيل (كما يظن كثيرون) بوجه خاص .
No comments:
Post a Comment