امتى ينظر كل مصري ومصرية لنفسه فى المرآة ويلومها أشد اللوم على مساهمة كل منا فى عملية إفساد الحكام ؟ متى نخجل من التقديس الذى يسبغه كثير منا على الحكام ؟ متى ندرك أننا جعلنا رجلا فى غاية التهافت العلمي والمعرفي والثقافي أصبح فى مصادفة تاريخية رئيسا لمصر يحسب نفسه حكيما متميزا فى حكمته ، وهو الذى كانت ضحالته المعرفية ومحدودية أفاقه تثير سخرية جل غير المصريين الذين إلتقوا به منذ أتت به قوانين المصادفة العمياء لسدة الحكم فى مصر فى أكتوبر 1981 ؟ منذ أكثر قليلا من ألف سنة تمكن خصي من أغوات دولة الإخشيد أن يثب لكرسي حاكم مصر.
... ورغم أنه كان شديد الدمامة ، فقد صار المصريون يمدحون كل جانب من جوانبه ، حتى هيئته مدحوها ! يقول أبو الطيب المتنبي عن هذا الخصي الذى تولي (أيضا فى مصادفة تاريخية بلهاء) حكم مصر أنه رغم أن نصف وزنه كان فى شفتيه ، إلا أن ذلك لم يمنع المصريون - يومئذ - من أن يقولوا له أنه كالبدر ! يقول المتنبي : وأسود مشفره نصفه ، يقال له أنت بدر الدجي !!!! ولعل نار الثورة المقدسة (ثورة 25 يناير العظمي) تطهر معظمنا من دنس هذا الرياء للحكام الذى يجعل أقزاما يتفرعنون علينا ، وهم اللذين مكانتهم المستحقة هى زنازين السجون .
وما أكثر ما أكرر القصة التالية : فى سنة 1940 إستدعي البريطانيون إبن وطنهم العظيم ونستون تشرشل ليقود وطنه فى مواجهة وحش النازية الذى إلتهم معظم القارة الأوروبية ... وخلال خمس سنوات (1940-1945) قاد تشرشل حملة مواجهة الوحش النازي ... وفى سنة 1945 تكلل جهوده بإنتصار الحلفاء (جانب بريطانيا) وهزيمة الوحش النازي ... وبدلا من أن يقدسه البريطانيون ... وبدلا من أن يؤلهه البريطانيون ، إذا بهم فى سنة نصره الأكبر (1945) يسقطونه فى الإنتخابات ويأتون بغريمه كليمينت أتلي ليحل محل تشرشل على رأس الحكومة البريطانية ! ... وهو إختيار من الشعب البريطاني له أكثر من معني . ومن بين تلك المعاني ، أن تشرشل فى النهاية ليس إلا خادم بريطانيا وليس سيدها (تذكروا تعبيرات مثل بطل الحرب والسلام ، وبطل العبور ، وصاحب الضربة الجوية) ... ومن بين تلك المعاني أيضا ، أنه ليس بين الناس من يغرق الوطن بدونه ... ومن بين تلك المعاني كذلك ، أن الذى كان مناسبا لمرحلة الحرب ، ليس هو بالضرورة الأنسب لمرحلة ما بعد الحرب .... وعلينا أن نخجل لأننا بعيدون جدا عن هذه الدرجة من النضج العقلي والنضج الوطني - طارق حجي
اوافقك بشدة سيدي لكن اسمح لي ان اسألك هل بالضرورة ان من كان مفجرا للثورة يصلح لحكم البلاد؟ واقصد بكلامي البرادعي الذي أيضا يسعى البعض لتأليهه وفرض وجوب انتخابه كنوع من رد الجميل. اعذرني في سؤالي وان كنت اعلم بتأييدك للبرادعي ولكم احترامي وتقديري واعجابي
ReplyDelete